التقارير المالية
أذكر أنني عندما عملت بإحدي الشركات في التسعينات من القرن العشرين وكنت أشغعل وقتها منصب المدير المالي، أن رئيس الشركة وكان مهندساً، كان ينظر الي إدارة الحسابات والمحاسبين علي أنهم كتبة حسابات لا أكثر، وفي الحقيقة كان له بعض الحق في ذلك حيث أنهم لم يطوروا من التقارير المالية واكتفوا فقط بتقديم مركز مالي وميزانية وقائمة دخل شهري وكانت تلك التقارير وقتها بمثابة تطور كبير أن تصدر بمعدل شهري.
عندما تم ترقيتي الي مدير مالي الشركة أخذت علي عاتقي تغيير تلك النظرة الدونية للمحاسبين بأن قمت بعمل ثورة في التقارير المالية الدورية اليومية والاسبوعية والشهرية بالاضافة الي تقارير طارئة مثل دراسة موقف وربحية عميل معين مقارنة بطريقة سداده ومقارنة بالتكلفة المتغير للمنتج المصنع له، بل تخطيت ذلك الي اعداد تقارير قياس ورقابة علي أداء البنوك التي تتعامل معها الشركة واعداد مقارنات بيهم والتفاوض مع كل بنك مستنداً الي ما استطعت الحصول عليه من مميزات مع البنوك الاخري، مما كان له أبلغ الآثر علي رد مبالغ كانت تخصم بالخطأ من قبل البنوك وتخفيض تكلفة التمويل الي الحد الآدني لها علي الاطلاق، هذا بالاضافة طبعا الي تغيير النظرة الي الادارة المالية بالشركة وما فتأت الادارة العليا في الشركة ان أدمنت الاعتماد علي التقارير الدورية المقدمة من الادارة المالية قبل اتخاذ اي قرار من منح إئتمان لعميل أو التعامل في تسهيلات بنكية مع بنك بعينه، أو زيادة أو خفض الاسعار لعميل، أو الاستغناء أو الاعتماد علي منتجات بعينها دون الاخري او التوسع في خط انتاجي علي حساب اخر او ......
ثم تطورت التقارير المالية لتشمل اعداد كشوف وقوائم التدفق النقدي، وقائمة الالتزامات واوراق الدفع والموازنات المالية المستقبلية للتخطيط الاستراتيجي بدلا من انتظار انتهاء العام المالي لتقييم الاداء وأخري كثير.
